کد مطلب:335863 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:150

رسالة معاویة فی الرد علی محمد بن أبی بکر - باختصار -
(من معاویة بن صخر، إلی الزاری علی أبیه محمد بن أبی بكر..)

یتحدث عن رسالة محمد بن أبی بكر قائلا: ذكرت فیه ابن أبی طالب، وقدیم سوابقه وقرابته إلی رسول الله صلی الله علیه وآله ومواساته إیاه فی كل هول، وخوف فكان احتجاجك علی وعیبك لی بفضل غیرك لا بفضلك، فأحمد ربا صرف هذا الفضل عنك وجعله لغیرك، فقد كنا وأبوك فینا نعرف فضل ابن أبی طالب وحقه لازما لنا مبررا علینا، فلما اختار الله لنبیه علیه الصلاة والسلام ما عنده وأتم ما وعده، وأظهر دعوته، وأبلج حجته، وقبضه الله إلیه صلوات الله علیه، فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه، وخالفه علی أمره، علی ذلك اتفاقا واتساقا، ثم إنهما دعوه إلی بیعتهما فأبطأ عنهما، وتلكأ علیهما، فهما به الهموم وأرادا به العظیم، ثم إنه بایعهما وسلم لهما، وأقاما لا یشركانه فی أمرهما ولا یطلعانه علی سرهما حتی قبضهما الله.. أبوك مهد مهاده وبنی لملكه وسادة فإن یك ما نحن فیه صوابا فأبوك استبد به ونحن شركاؤه ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبی طالب، وسلمنا إلیه، ولكن رأینا أباك فعل ذلك به قبلنا فأخذنا بمثله، فعب أباك بما بدا لك أو دع ذلك والسلام



[ صفحه 380]



علی من أناب) [1] .

إن المتأمل فی هاتین الرسالتین یفهم حقیقة الأمر كیف تم وكیف تم اغتصاب القوم الخلافة من علی علیه السلام وإن حدیث المنزلة صریح كل الصراحة بمنزلة علی من النبی وخلافته منه واعتراف معاویة بهذا الحدیث (لأن الفضل ما شهدت به الأعداء) فمن ذلك ذكر معاویة حدیث المنزلة كما نقل لنا ابن حجر العسقلانی فی صواعقه: أخرج أحمد أن رجلا سأل معاویة عن مسألة فقال: سل عنها علیا فهو أعلم، قال: جوابك فیها أحب إلی من جواب علی، قال: بئس ما قلت! لقد كرهت رجلا كان رسول الله یعزه بالعلم عزا ولقد قال له: (أنت منی بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لا نبی بعدی وكان عمر إذا أشكل علیه شئ أخذ منه) [2] ، (تكرار هذه الحادثة للحاجة فی الكتاب) وأكتفی بهذا القدر المتواضع من الأدلة والنصوص علی خلافة علی علیه السلام لأن هناك الكثیر من الأدلة التی لا أستطیع أن أستوعبها فی هذا الكتاب لأنها تحتاج إلی مجلدات ولا تنتهی وأشیر إلی من أراد الرجوع والتأكد والتوسع فی معرفة وزیادة فضائل علی بن أبی طالب علیه السلام وأراد الوقوف علی النصوص التی تثبت خلافته فهناك كتاب اسمه (الألفین) للعلامة الحلی فیه ألف دلیل علی خلافة الإمام علی علیه السلام وألف دلیل علی بطلان خلافة غیره فهو جدیر بالقراءة، ومن جهتی أخذت قطرة من بحرك یا علی فالعذر منك یا سیدی ومولای یوم ألقاك...



[ صفحه 381]



وأردد ما قاله ابن عباس: لو أن الشجر أقلام والبحار مداد والملائكة حساب وعداد لما استطاعوا أن یجمعوا فضائلك یا علی علیه السلام.


[1] مروج الذهب للمسعودي: ج 3 - ص 21، تحقيق محمد محي الدين، ط دار المعرفة - بيروت.

[2] راجع الصواعق المحرقة: ابن حجر العسقلاني: الباب 81 ص 107 من الصواعق.